بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 20 أكتوبر 2017

بعض المواقع الأثرية المنسية في البادية السورية

· الصفا:
مرتفعات بركانية في جنوب سورية شرقي اللجاة، ترقى للعصر الكلاسيكي، اكتشفت فيها نقوش وكتابات صفوية ويونانية وآثار رومانية. وقد ورد اسمها في نصوص إغريقية.
ولقد قال المهندس وسيم الشعراني رئيس دائرة آثار السويداء أن منطقة الصفا التي تقع في الجزء الشرقي من محافظة السويداء تتميز بأنها منطقة وعرة صحراوية تكثر فيها التلال البركانية وبقايا أشجار حراجية أهمها البطم واللوز إضافة لوجود العديد من الآثار ومواقع للاستيطان البشري تعود إلى عصر البرونز و كتلة عظمية هائلة متكلسة ومحروقة عائدة لعشرات الآلاف من الحيوانات وبطراز غير مألوف للأبنية إضافة إلى ما تتميز به هذه المنطقة من الكتابات العربية المعروفة بالنقوش الصفائية المشتقة من الأبجدية المسندية والمنقوشة على الصخور والمنتشرة في شبه الجزيرة العربية والأردن وجنوب سورية والتي استخدمت منذ القرن الأول قبل الميلاد حتى القرن الثالث الميلادي.


· خربة الأمباشي

خربة أثرية هامة بناحية الصَوَرة الصغرى في منطقة شهبا من محافظة السويداء. ترقى للعصر الحجري الحديث (النيوليتيك 8000-5000ق.م) ولعصري البرونز القديم والأوسط، ثم تعاقبت عليها العصور الصفئية والرومانية والغسّانية والبيزنطية والعربية الإسلامية. ما تبقى فيها من آثار سدّ، وقناة لجلب الماء، وبقايا لسور، وأطلال أبراج، ومساكن مختلفة، وبقايا عظمية متكلسة لحيوانات أهلية، وكسر فخارية متنوعة.



· خربة الهبارية

خربة الهبارية هي خربة أثرية تقع شرق جبل العرب في محافظة السويداء جنوب سوريا، على مسافة 80 كيلومتراً جنوب شرق دمشق. تتموضع الخربة فوق تلة بازلتية، وتبلغ مساحتها نحو هكتار. تقع على مسافة 6 كيلومترات إلى الشمال الغربي منها خربة الأمباشي، كما تقع على مقربةٍ منها خربة الدبب، وثلاثتها مواقع أثرية معروفة تعود إلى العصر البرونزي. ازدهرت هذه المدينة في العصر البرونزي القديم والوسيط بالألفين الرابع والثالث قبل الميلاد، إلا أنّها هُجِرت مع حلول العصر البرونزي الحديث في منتصف الألف الثاني قبل الميلاد، وأسباب ذلك لا زالت غير معروفة.
بدأ التنقيب في الموقع للمرة الأولى بثلاثينيات القرن العشرين، على يد عالم الآثار لويس دوبرتريه، وقد اعتقد خطأ وقتها أنه موقع حديث يعود إلى العهد الروماني، وقد بيَّنت الدراسات اللاحقة أنه يعود في الواقع إلى العصر البرونزي القديم والوسيط. وزار الخربة فيما بعد الآثاري الهولندي وليم ڤان ليره، الذي اندهش من بقايا العظام المتحجّرة المحفوظة بالموقع فقد قارن قيمة خربتي الهبارية والأمباشي ببقايا مدينتي سدوم وعمورة.


أقام سكان خربة الهبارية القدماء بركة مياه في منطقة منخفضة بجوار الوادي شمال البلدة، تمكّنوا من خلالها من جلب المياه من الوادي وسقاية البلدة، إلا أنّهم لم يصلوا مقدار تطور النظام المائي في خربة الأمباشي المجاورة، التي شيِّد فيها سدٌّ فوق الوادي لجمع المياه.


· القصر السكري
أطلال قصر بمنطقة تدمر من محافظة حمص. أنشأه التدمريون خلال القرن الثاني للميلاد. أطلقت تسميته لمياه الينابيع والآبار الحلوة في منطقته.

جبل أُسيس في سوريا

يقع جبل أسيس/ سيس، ضمن إقليم الحماد السوري على الصبة البركانية، إلى الشرق من الهيجانة، وهو يشكل في الشمال، جزءاً من جبل حوران «منطقة اللجا»، وإلى الشرق توجد الصحراء البركانية وتسمى الصفا. وتدعوه العامة بجبل سايس أو أسيس، وقد اكتشف هذا الاسم على نص منقوش على صخرة بازلتية، يعود إلى العصر الأموي، وهو محفوظ الآن في المتحف الوطني بدمشق.
يتبع الموقع إدارياً لمدينة دوما، ويبعد عن دمشق نحو 105كم بشكل خط مستقيم باتجاه الجنوب الشرقي، ونحو 180 كم عبر طريق دمشق بغداد «يتفرع عنه جنوباً عند موقع البطميات والسبع بيار». كما يشكل الموقع أيضاً مفترقاً لطرق الصحراء ومنها طريق التنف ـ بغداد، والطريق الذي يتجه جنوباً إلى الزلف والنمارة, وطريق الضمير.
يشكل جبل سيس نتيجة النشاط البركاني حيث ارتفعت كتلة مشكلة بركاناً نموذجياً ذو فوهة واسعة يزيد قطرها عن 500م وعمقها عن 40 متر. لكن البركان تعرض للنشاط في مرات متتالية والدليل وجود مقذوفات بركانية ذات أعمار وقساوة ولون مختلف, ويبدو أن البركان تعرض في آخر نشاط له لانفجار ضخم أودى بالمسلة «الكالديرا» التي تحتل بالعادة فوهة البركان. وتبقى كشاهد على النشاط الأخير.

ونتيجة الانفجار فقد تناثرت مكونات المسلة على السفوح الداخلية للبركان والسفوح الخارجية له المشرفة على الخبرة الواقعة جنوبه وشرقه، وتهشمت فتحة البركان في الجهة الشمالية الغربية، كما تعرضت المنطقة الجنوبية والشرقية للخفس والانكسار حيث تشكل صدع هلالي الشكل يحيط بالبركان من الجهتين المذكورتين.

تشكلت بين الصدع ونهاية سفوح البركان الخارجية من الجهتين الجنوبية والشرقية خبرة سيس التي نشأ بفضلها مركز حضاري مهم، حيث استطاعت مياه الخبرة «تقدر كمية المياه التي تتجمع سنوياً فيها بـ 6 مليون م3», أن تمد الموقع بما يحتاجه من مياه، لا سيما وأن منطقة الحماد من أكثر مناطق سورية جفافاً «أقل من 115مم سنوياً»، وتشهد درجات الحرارة فيها فروقات كبيرة.

وتشغل الخبرة الجزء المنخفض من المنطقة الواقعة بين حدود الانكسار الخارجي وبداية السفوح الشرقية لجسم البركان، وقد كانت أعمق مما هي عليه الآن ولكنها امتلأت بالرسوبيات والطمي والغبار والرمال المنقولة عبر المسيلات أو بالرياح، يتوقف ماؤها على الأمطار الهاطلة في الشتاء ويتبخر معظمه في أشهر الصيف، يصل ارتفاع منسوب المياه في الشتاء لحوالي 2م, لكن يبدو أن مستوى البحيرة ازداد متراً ونصف المتر منذ إنشاء القصر.
تستثمر المياه بطريقتين، التغذية السطحية المباشرة من الخبرة، أو من الآبار التي تم حفرها وتتوزع في منطقة الآثار وبطن المسيل المائي وأغلبها ذو شكل دائري يصل قطره بين 1- 1,5م تتغذى الآبار عن طريق الرشح الداخلي.


تاريخ الموقع
أورد ياقوت الحموي في معجمه ذكراً، هو الأقدم، لجبل أسيس، فوصفه بأنه مقام للوليد بن عبد الملك الذي حكم من86- 96هـ/ 705- 715م.

الأعمال الأثرية:
عملت في الموقع بعثة ألمانية سنة 1962 ترأسها كلاوس بريش Klaus Brish، بتمويل من جمعية البحث العلمي الألمانية، استمر العمل من نيسان إلى حزيران. وقد تبين لها أن آثار جبل أسيس من أهم المواقع التي تمثل العمارة الأموية الصحراوية والتي ما زالت محفوظة حتى الآن، وقد توزعت الأبنية العمرانية حول البحيرة فالقسم المهم و الأعرض يضم القصر والحمام والجامع، وتنتشر على يمين المسيل المائي الغربي، بينه وبين الصدع. وقد تم الاستفادة من الصدع كمقلع للحجارة اللازمة للبناء، والقسم الأصغر ويقع في الشمال عند السفح الجنوبي لفوهة البركان، حيث تتلاصق البيوت الصغيرة الأبعاد، ذات المداخل الواسعة ولازالت بقايا بعض الأقواس البازلتية والسواكف موجودة. ويوجد إلى الشرق منها بقايا طريقين استخدما لجلب الحجارة البازلتية القاسية من سفح الجبل البركاني.


القصر:

يُعدُّ القصر أهم منشأة معمارية في موقع أسيس، ومن أقدم قصور الأمويين في الصحراء، وهو يضم أول مسجد وحمام، وهو من أقدم الحمامات الإسلامية، الواقعة خارج المدن وكذلك من أقدم الأبنية الإسلامية التي استخدم فيها التزيين بالجص ويمتد القصر وملحقاته، المكوّنة من المسجد والحمام والإسطبلات، على حافة الخبرة بطول 300م.
والقصر ذو مخطط مربع تقريباً، طول ضلعه 67,53م، ما عدا الضلع الجنوبي، فهو أضيق بما يقارب المتر 66.53م. له أبراج بارزة للخارج في الزوايا، وفي وسط الواجهات، وهي ذات شكل أسطواني «نصف دائري» في الزوايا الأربع، قطرها نحو 8,40م، ونصف أسطواني في الجوانب، وقطرها نحو 6,5م.

يتألف برج الواجهة الشمالية من طابقين مقببين بالآجر، قطره 9,17م، يتخلله مدخل يبلغ عرضه نحو 275سم وارتفاعه 350سم ، يليه ممر, مقبب ومثقوب، طوله نحو 6م، يصل المدخل بفناء القصر. في الزاوية الجنوبية الشرقية للممر ثمة بناء منفصل مؤلف من عدة غرف مبنية من الآجر، ربما كانت مخصصةً لإقامة الحراس، وهذا يدل على فصل القصر لقسمين عام وخاص.
بنيت جدران القصر من الحجر البازلتي المقصب، وأعيد استخدام حجارة أخرى منحوتة، تم إحضارها من أبنية تعود إلى العصور الكلاسيكية الأقدم، وهذا ما يظهر واضحاً من خلال تيجان وأجزاء الأعمدة التي نقش على بعضها أحياناً حروف وأسماء يونانية، مع وجود تيجان أكثر بساطة، صنعت خلال فترة إشادة المبنى.

بلغت سماكة الجدران الخارجية 2,10سم. فيما استخدم اللبن في بناء الأجزاء العليا من بعض الجدران، واستخدم الآجر في بناء بعض الأقواس، وتم تقوية عضاضات الأبواب بإطار من الخشب.
يتوسط القصر فناء طوله نحو 31م، تحيط به أروقة بعمق 3,80م، فيه بئر ماء مبني من الحجارة البازلتية. تطل على الفناء مجموعة من القاعات، كشف في الجناح الجنوبي 11 منها، عرض بعضها نحو 12م, في حين تم تبليط أرضيات الفناء والأروقة وممر المدخل بالحجارة المنحوتة.
كان القصر في بعض أجزائه الخارجية مليساً بالجص، ومن الداخل وجدت بقايا زخارف على الأجزاء السفلى من الجدران وخاصة القاعات، حيث نفذت زخرفة نباتية بألوان سوداء أو حمراء أو رمادية، تحمل مشاهد متنوعة. كما عثر في الأجزاء العليا من برج الدخول، على قطعة زخرفية باللون الأسود نفذت على أرضية بيضاء تتضمن أية قرآنية.
عثر في بعض قاعات القصر على مسارج فخارية «بيزنطي متأخر» وبعض قطع العاج المزخرف وقطع نقدية تعود إلى العصر الأموي والعصور اللاحقة له.

النقوش:
عثر في الموقع على 106 نقشاً من الحجر البازلتي، عليها رسوم وكتابات صفائية، ويونانية، وعربية كتبت بالخط الكوفي البسيط، وقد نفذت بشكل عفوي بطريقة النقر الخفيف, وبعضها حفر بشيء من العمق، وهي تمثل صور حيوانات وأشخاص بأوضاع مختلفة, وتقدم فكرة عن أحوال الناس الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ القرن الثاني حتى الثامن بعد الميلاد، ولاسيما أولئك الذين عاشوا في القصر خلال العصر الأموي، أو الذين ترددوا على الموقع لبعض الوقت كرجال القوافل التجارية. وقد ورد في الكتابات40 اسماً تتضمن أسماء عدد من الأمراء الأمويين، وأفراد الحاشية, والأطباء والمربيّن والعبيد والموالي.


ولقد أثبتت الدراسات أن تاريخ السكن في جبل أسيس يعود إلى فترة ما قبل الاسلام.

وفي العصر الأموي قام الوليد الأول «حكم بين 86- 96هـ، 705 – 715م» بإشادة مجمع عمراني فيه يضم قصراً ومنتزها صحراوياً له ولأفرد عائلته كما يتبين من أسماء أولاده. ومن خلال مقارنة هذا القصر مع العمارة المعروفة زمن الأمويين يلاحظ، أن مخطط القصر وأبراجه تشبه الكثير من الأبنية الأموية، ومنها خربة المنية وفي حوران والرصافة. فأبعاد القصر قريبة من أبعاد المبنى الصغير في قصر الحير الشرقي، حيث بلغ طول الجدار نحو66م، وسماكة الجدران 2م.

أما بالنسبة للفناء فإن معظم قصور الأمويين كانت ذات أفنية مع أروقة أعمدة, ويمكن مقارنة أسيس بقصر المنية وقصر عنجر، حيث وجد الفناء وحوله الأروقة. كما أن النوافذ ودعائم الأبواب لها مثيل في الكثير من العمارة الأموية ومنها قصر المفجر.

أما من ناحية مواد البناء، فيلاحظ أن استعمال البازلت والإتقان الدقيق لنحت الأحجار، كما يظهر جلياً في برج الدخول، يشبه بشكل أكيد العمارة البازلتية في منطقة بصرى وحوران، ولاسيما قصر برقع «في الأردن» الذي بناه الوليد الأول علم 81هـ 700م وكان أميراً آنذاك. إذ أن برج برقع يشابه برج الدخول في أسيس، من حيث استخدام الحجر المنحوت جداً والقوس المدبب نفسه وتساوي بعض المداميك في كتلة البازلت الخام مع مداميك الأحجار المنحوتة جيداً.
أما من ناحية استخدام الأجر المشوي، فثمة تشابه بين قصر أسيس، وقصور كل من: الحير الغربي، والمبنى الصغير في قصر الحير الشرقي, والرصافة والمشتى والطوبة, وخربة المفجر. ويلاحظ أيضاً وجود تشابه في بعض عناصر البناء مع النماذج الساسانية، وهو يدل على التأثر الكبير للثقافة الساسانية على الأمويين، وربما كان بين نساء الوليد الأول أميرة ساسانية، غنيمة من فتح العراق.

مدينة الضمير

مدينة الضمير هي بلدة وناحية سوريّة إداريّة تتبع منطقة دوما في محافظة ريف دمشق بالجمهورية العربية السورية.
يُفترض أن التسمية ( ضمير ) بالأصل من اللغة الآرامية أو الكنعانية بمدلول له علاقة بالصوف أو الحرارة، ويقول البكري أن الاسم كان قديما "ضمر" وان الشاعر المتنبي كان أول من تعمد لفظ الاسم بصبغة التصغير العربية "ضمير" فيمكن تفسير الاسم من مدلول الضمور والهزال، يعود أصل إعمارها إلى عام 245 قبل الميلاد، يروى أنها كانت مزارع للأمراء الأمويين حيث يقال أنها كانت جنة غناء من الجنات المحيطة بدمشق كغوطتها الشهيرة وفيها ينابيع مياه ما زالت تجري بفضل الله حتى الآن، مر فيها خالد بن الوليد عام 645 م عند قدومه من العراق لنجدة المسلمين في معركة اليرموك، وفيها أطلال تعود إلى العهدين النبطي والغساني، وقناتين تعودان إلى العهد الروماني.

تسميات بعض الحارات والممرات في ضمير:
درب زقاق الحطب - حارة العمري - حي الحصن - درب الشام القديم - درب العوجة - الوادي - عوجة أبو حسن - دحكيلة التربة - السيفون - وادي غاني - وادي القصب - وادي بريغيث - الكسارة - أبو راس - أبو ظهور - الوعرة - ست الكل - حي الزهور - حي المحطة - تحت البوابة - حي الحصن - حي جنوب المحطة - أراضي عوجان - أبو الجراذن - شميس ضمير - تلة جاد الله - تلة الخزان - تلة الخروق - قسمة الماطرون - المطيط - ام البقر - الزورة - حارة السبع لفات - ممر الدحكيلة - بوابة السياد - طريق إم العداس - زقاق عروج، أبو حمادي، شارع أبو الرز، حارة العرب، شمعمع، بيادر الذرة- الحارة الغربية.


الموقع
تقع مدينة ضمير على أطراف بادية الشام إلى الشمال الشرقي من دمشق وقد تكرر ذكرها في الشعر العربي، وهي تقع على طريق دمشق - بغداد الدولي وتبعد حوالي 45 كم عن مدينة دمشق، وتبلغ مساحتها 3200 هكتار ومساحة مخططها التنظيمي 750 هكتار وترتفع عن سطح البحر 675 مترا، تتبع المدينة إداريا لمنطقة دوما، يحدها من الشمال سلسلة جبال القلمون وبلدة الرحيبة، ومن الشمال الشرقي السلسلة التدمرية، ومن الجنوب سهول منطقة المرج وبحيرة العتيبة وقرية العتيبة، ومن الشرق بادية الشام، ومن الغرب قرية عدرا.
بنيت هذه المدينة منذ فجر التاريخ في بادية الشام واشتهرت بجمال طبيعتها ونقاء جوها، تتمتع ضمير بأهمية أثرية حيث تزخر المدينة بآثار ما زالت قائمة حتى الآن وقد وفدت إليها عدة بعثات محلية وأجنبية بهدف التنقيب عن هذه الآثار ومنها معبد ضمير (الحصن) وآثار الخربة وآثار سيس.
تُعد ضمير من القلمون جغرافيا وتتبع مدينة دوما إدارياً، تقع على سيف البادية في سهل فسيح تحت أقدام جبل أبي قوس ويمر فيها طريق دمشق - تدمر فيقسمها إلى قسمين وفي قسمها الجنوبي نشأت نواتها كتلة سكنية متراصة حول معبد روماني اثري ومن أهم حاراتها : شارع العمري، تحت البوابة، الحارة القبلية، بوابة السياد، وقد تطورت البلدة وامتد عمرانها في كافة الاتجاهات مع تحسين طفيف في نواتها وترتبط مع عدرا ورحيبة ومخيم الرمدان بطرق معبدة. وكان للبلدة أبواب تغلق ليلا منها بوابة السياد وبوابة السملة.
يوجد مقبرة للجنود الفرنسيين تقع إلى يسار الطريق العام القادم من دمشق إلى ضمير وهي شاهد على بطولة أبناء ضمير الذين ساهموا جميعا في الهجوم على ثكنة الفرنسيين وأوقعوا بهم مذبحة عظيمة. حدث سيل عظيم في عام 1937 أصاب قرى القلمون وأدى إلى خرابها جزئياً.
وجيرود غالتها يد الأقدار تنفرد ضمير عن باقي مدن القلمون بمناخها الصحراوي والحار الجاف صيفا لانفتاحها على سهول مترامية الأطراف من الشرق والغرب والجنوب مما يجعلها عرضة للعواصف والزوابع التي تهب في فصل الصيف والخريف يخترق ضمير وادي عصيفير وطريق دمشق - بغداد وسكة قطار دمشق - حمص - حلب.
وإلى الشرق من ضمير بمسافة ثلاثة كم توجد خربة رومانية قديمة توحي أطلالها بعظمة شأنها وفي جنوب ضمير بمسافة 4 كم يوجد برج روماني يعرف بالحصن والى الشرق الجنوبي منه على بعد مسافة 6 كم عن ضمير يوجد سد روماني عظيم يدعى سد ارينبة ذي هندسة بديعة.


المواقع الأثرية في ضمير
يوجد في ضمير بعض الآثار التي ما زالت تُعتبر في حالة جيدة حسب تقدير علماء الآثار.
وهي آثار تستحق المشاهدة ففيها الكثير من عبق التاريخ ومنها:
المعبد الروماني ( الحصن )

أشيد بناء المعبد في عام 245 ميلادي وهو خاص بالإله تيوس أحد آلهة بلاد الشام (اله الشمس) وهو محفوظ بكامله عدا السقف وهو أفضل بناء كامل موجود منذ العصر الروماني في سورية، يقع الحصن وسط البلدة القديمة من مدينة ضمير وقد بني المعبد من الحجر الكلسي القاسي بقطع كبيرة وجاء بناؤه على شكل مستطيل بأبعاد 16 مترا عرضا / 20 مترا طولا / 9 أمتار ارتفاعا وهو ذي تشكيل فريد فعلى جانبيه بابين متقابلين، ويوجد على أحد جدرانه كتابة رومانية وهي عبارة عن محضر دعوى رفعت في مدينة أنطاكية أمام الإمبراطور كراكلا بشأن قضية تتعلق بالمعبد، ويعتقد الدكتور علي حسن موسى في كتابه (دمشق مصايفها ومنتزهاتها) بوجود طابق ثان للمعبد وذلك بسبب وجود جدران لرواق على شكل ثلاث غرف بارتفاع واضح يبلغ مقداره حوالي مترين وهذه الغرف موجودة فوق الرواق الشمالي بضلوعه الثلاثة والذي يبلغ ارتفاعه حوالي سبعة أمتار، ويوجد كذلك إلى الجانب الشرقي من مدخل المعبد الجنوبي غرفة صغيرة لها باب مفتوح على باحة المعبد وفيها تمثال متطاول ذي وجوه أربعة ويوجد على تلك الوجوه صور لأب وأم وولد وبنت ويوجد مقابل الغرفة من جهة الغرب درج يفضي إلى الطابق الأعلى وآخر يؤدي للأسفل، والشيء الجميل في العبد هو التناظر بين أجزائه وخاصة جدرانه الخارجية فالواجهتان الغربية والشرقية متماثلتان بتقسيماتهما من خلال احتوائهما على شكل هرمي وقوس نصف دائري يقوم على أعمدة حجرية متداخلة بعمارتها مع الجدران المحيطة وكذلك كثرة المنحوتات والأشكال التزيينية مثل تيجان الأعمدة الكورنثية والمركبة إضافة إلى جمال الأفاريز بتشكيلاتها الهندسية والأبراج المتوجة بالشرفات.. أجرت باحثة ألمانية وهي الدكتورة الفريدة برومر دراسة مطولة عنه دامت ما بين عامي 1981 - 1988 وهي تعتقد انه فقط البوابة المؤدية للمعبد الذي من المفترض انه مبني خلفه.


المعبد الروماني ( الحصن )



آثار سنبين
هي حاليا مجرد أنقاض فيها بعض الأبنية السليمة التي تزينها أقواس جميلة وتمتد على مساحة 200 * 300 م ويطلق عليها اسم الخربة أو المقصورة وهي تقع إلى الشرق من ضمير على بعد 3 كم على يمين الطريق المؤدي إلى خان أبو الشامات يحيط بها سور متداع عرضه مترين مؤلف من حجارة كبيرة منحوتة على طراز مباني تدمر القديمة وضمن السور مرامي بارزة للخارج كل 15 متر وفيه اثر لأربعة أبواب بأقواس حجرية رائعة تقابل جهاتها الأربعة ومنذ نشأتها كانت معسكرا لحماية ضمير من جهة الشرق.
سد ارينبة
يقع على بعد 6 كم إلى جنوب ضمير طوله 300 متر وارتفاعه 4 م وعرضه في أعلاه 5.5 م له ثلاث فتحات تتدفق منها المياه وهو مبني بالحجارة البيضاء المنحوتة أما بقية السد فهو من الحجارة السوداء العادية.
البرج
يقع جنوب ضمير على بعد 4 كم وسط سهول فسيحة مستدير الشكل مبني بحجارة بيضاء منحوتة بناه الأمير منذر الغساني.

قصر الحير الغربي

قصر الحير الغربي

ويقع قصر الحير الغربي إلى الجنوب الغربي من تدمر في وسط بادية الشام، عند تصالب الطرق التجارية بين الرقة ودمشق وحمص وشبه الجزيرة العربية، بالقرب من جبل رواق على بعد 60 كيلومتراً جنوب غربي تدمر.
تم بناء القصر على أنقاض دير يعود إلى العهد الغساني، وذلك في عام 109 هـ/ 728 م ودلت على تاريخ بنائه كتابتان، الأولى نقشت على ساكف أحد أبواب الخان المجاور للقصر، وهو حالياً محفوظ في المتحف الوطني بدمشق، وعليه الكتابة التالية: «بسم الله الرحمن الرحيم، لا اله إلا الله، وحده لا شريك له، أمر بصنعة هذا العمل عبد الله هشام أمير المؤمنين أوجب أجره، على يد ثابت بن ثابت في رجب 109 هـ». والكتابة الثانية نقشت على جزء من حجر رخامي حفظت في جناح قصر الحير بمتحف دمشق، تنص على مايلي: «من هشام أمير المؤمنين إلى الوليد أبي العباس أحمد الله إليك». وكان يطلق على هذا القصر اسم الزيتونة وهو الاسم الأصلي، أما اسم الحير فهي تسمية حديثة، استعيرت من معنى السور الذي كان يحده.
يأخذ القصر شكلاً مربعاً، حيث تبلغ أطوال أضلاعه 70 × 71 متراً، بحيث تبلغ مساحته الكلية 4970 متراً مربعاً، ويتميز بجداره الخارجي ذي التشكيل شبه العسكري، الذي يحتوي أبراجاً دائرية تحتل زوايا التشكيل المربع، باستثناء الزاوية الشمالية الغربية التي يأخذ برجها الشكل المربع، وكذلك يتميز بالأبراج نصف الدائرية التي تحتل القسم الأوسط من كل جدار، باستثناء الجدار الشرقي الذي تتركز في منتصفه البوابة الرئيسية المحاطة ببرجين مزخرفين نصف دائريين. تم تشييد السور الخارجي للقصر من المداميك الحجرية التي شكلت قاعدة الحمل الرئيسية في البناء، حتى ارتفاع مترين، ويليها مجموعة من الصفوف المتناوبة المركبة من مداميك الطوب والآجر والشرائح الخشبية، مما يجعل المظهر العام للقصر أشبه بالحصن.
يتم الاتصال بين الباب الخارجي والباحة الداخلية، بواسطة دهليز مقبى يؤدي إلى الأروقة المغطاة المحمولة على عمد حجرية قديمة، تتقدم الغرف والصالات المحيطة بالفسحة المركزية التي تتوسطها بركة الماء، حيث تتوزع الغرف حول الساحة على طابقين معماريين وضمن مجموعة من البيوت المستقلة عن بعضها، والتي يبلغ عددها ستة، اثنان في الجهة الشرقية، ومثلها في الجهة الغربية المقابلة، وبيت واحد في الشمال، يقابله واحد في الجنوب، ويتراوح عدد الغرف والصالات في كل بيت بين 8 – 13 قاعة أو حجرة، ذات مشبكات جصية رائعة تسمح بدخول الضوء والهواء إلى الغرف.

بني القسم الأساسي في القصر من الحجر إلى ارتفاع مترين، أما القسم الأعلى فمبني من الطوب والخشب والآجر، وأثناء أعمال التنقيب التي جرت في الثلاثينات من القرن العشرين على يد الآثاري الفرنسي شلومبرجيه، تم اكتشاف درجين خشبيين يفضيان إلى الطوابق العلوية، ويعتقد أن الطابق الثاني متطابق في توزيع غرفه وقاعاته مع الطابق الأول، باستثناء الفراغ فوق دهليز المدخل الذي كانت تشغله صالة مستطيلة الشكل. كما يوجد ضمن المنشأة خزان مياه متصل بسد خربقة الذي تتم تغذيته من نبع الكوم، عبر قناة يبلغ طولها 16.5 كيلومتر، وتوفر المياه لجميع مرافق القصر السكنية والخدمية، كالجامع والطاحونة والخان، وكذلك الحمام الذي يقع خارج القصر، على بعد ثلاثين متراً إلى الشمال من البرج القديم، ويتألف من القسم البارد والساخن ذي الأرضية القائمة على شبكات التدفئة الفخارية تحت الأرضية، والكسوة الأرضية المكونة من ألواح الرخام.

وقد كشفت التنقيبات والأعمال الآثارية في القصر، عن رسومات جدارية وأرضية رائعة، تناولت موضوعات دينية وموضوعات من الحياة اليومية والرسمية والخاصة للخليفة بشكل غني ورائع، بالإضافة إلى مواضيع أخرى متعددة غطتها النقوش المنتشرة في أرجاء غرف القصر وأروقته ودرابزيناته، فكان منها عناصر معمارية تؤلف سلسلة من المحاريب والقناطر والأعمدة والأقواس، ورسوم هندسية، ومواضيع نباتية عناصرها من أوراق العنب وسعف النخيل والورود والأزهار، ومشاهد تمثل حيوانات وأشخاصاً في أوضاع مختلفة. وقد نُقلت الرسوم الجدارية، بالإضافة إلى بعض التيجان ومشابك الأبواب والنوافذ، وأعيد إنشاؤها في جناح خاص، حيث يعتبر هذا القصر ومكوناته أحسن نموذج للعمارة الأموية.

كما تمت إعادة بناء أجنحة بوابة القصر في المتحف الوطني بدمشق بواسطة ورشات المديرية العامة للآثار والمتاحف في سورية. وأعيد بناء واجهة قصر الحير الخارجية مع البرجين اللذين يحيطان بالباب الرئيسي في حديقة المتحف الوطني بدمشق. وأصبحت المجموعة المعمارية الباقية من قصر الحير، والتزيينات التي انتهت إلينا من الزخارف الجصية التي جمعت من آثار القصر، مصدراً رئيسياً لمعرفة منشأ الفن العربي الإسلامي.

قصر الحير الشرقي

قصر الحير الشرقي


يعد قصر الحير الشرقي بالإضافة إلى شقيقه قصر الحير الغربي اللذين أمر ببنائهما الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، من أبرز القصور الأموية المشيدة في بادية الشام, يقع قصر الحير الشرقي في وسط البادية السورية، على بعد 105 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من مدينة تدمر، وعلى مسافة 60 كيلومتراً جنوب مدينة الرصافة.
ويعتبر القصر مدينة كاملة مكونة من قصرين، يتخذ القصور الكبير الشكل المربع وقد بلغ طول ضلعه 170 متراً وامتد على مساحة بلغت 11200 متراً مربعاً. وقد دعمت الجدران الخارجية للقصر بالأبراج نصف الدائرية الموزعة بمعدل أربعة أبراج في الزوايا، وستة في كل جدار عدا الواجهة الرئيسية التي تقع إلى الجهة الجنوبية من القصر، إذ توسطها برجان نصف دائريان، بحيث بلغ عددها النهائي ستة وعشرين برجاً، قطر الواحد منها أربعة أمتار، ويقوم البرجان نصف الدائريين في الواجهة الرئيسية بحماية المدخل الرئيس ويحيطان بالباب والدهليز الذي يقود إلى الصحن المكشوف، والمحاط برواق من طابقين محمول على دعائم وأقواس حجرية.

نجد في القصر مجموعة من الغرف الواسعة تقع في الجهة الشرقية من القصر وتشكل طابقين سكنيين توزعت الغرف فيهما على شكل مجموعات ووحدات سكنية منفصلة وبمداخل مستقلة، بالإضافة إلى غرف الخدمة والمسجد المؤلف من ثلاثة أجنحة طولية ورابع معترض.
يتميز القصر باحتوائه على أربعة مداخل متقابلة، عرضها 3 متر، وتعلوها عوارض أفقية معشقة، وقوس ذات تشكيل مدبب وقلب مفصص، بالإضافة إلى سقاطات دفاعية لإحكام إغلاق الباب عند التعرض للهجوم. يفصل بين القصرين مئذنة مربعة الشكل، بارتفاع عشرة أمتار، وهي ذات مدخل جنوبي ودرج حلزوني دائري.
يأخذ القصر الصغير شكلاً مربعاً غير منتظم ويبلغ طول ضلعه 70 متراً وسطياً. وهو محاط بالأسوار الحجرية المدعمة باثني عشر برجاً دفاعياً نصف دائري، وموزعة بشكل يحتل أربعة منها زوايا البناء الرئيسية، واثنان في وسط كل جانب، باستثناء برجي المدخل الرئيس حيث يحيطان بالبوابة ويبلغ الفاصل بينهما 6.67 م، في حين يبلغ ارتفاع السور بما فيه حاجز السقف عند وجوده حوالي 15 متراً. يتميز القصر بمدخله الوحيد الذي تعلوه قوس حجرية علوية ذات زخارف، وسقاطة دفاع بارزة على شكل شرفة، مع فتحات سفلية لصب الزيت المغلي على المهاجمين، في حين يؤدي المدخل الرئيس إلى دهليز واسع يفصل بين الخارج والفناء الداخلي المحاط بالغرف الواسعة ذات التوزيع المستقل، وتشير التنقيبات إلى وجود طابقين سكنيين يتشابهان بتقسيمهما الداخلي. بالإضافة إلى ما سبق هناك قناة تنقل الماء من مكان بعيد جداً لتنظيم الري إلى الأراضي والبساتين للزراعة ولإقامة الفلاحين.

لقد استخدم الحجر الكلسي في بناء القصر ويعد بناؤه متأثراً بالفنون الساسانية في تشييد المباني الضخمة والقصور، ويعد من أهم الأوابد العائدة للفترة الأموية في التاريخ الإسلامي.
أكد اكتشاف بعض الترميمات وأعمال التشييد التي تم تنفيذها في القرن العاشر الميلادي «الفترة العباسية» تحويل القصر وما حوله إلى مدينة متكاملة، شيدت فيها معاصر الزيوت ومصانع الزجاج، إضافة إلى المسجد والبيوت السكنية، وتغيرت مهمة المكان من استراحة صحراوية للخليفة الأموي ليتحول إلى مدينة ذات طابع تجاري مهم.

بعض المواقع الأثرية المنسية في البادية السورية

· الصفا: مرتفعات بركانية في جنوب سورية شرقي اللجاة، ترقى للعصر الكلاسيكي، اكتشفت فيها نقوش وكتابات صفوية ويونانية وآثار رومانية. وقد ورد ا...